روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | لطيف خارجيا.. مزمجر داخليا!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > لطيف خارجيا.. مزمجر داخليا!


  لطيف خارجيا.. مزمجر داخليا!
     عدد مرات المشاهدة: 1871        عدد مرات الإرسال: 0

أعاني من العصبية وقد تكون وهما أتعامل مع أسرتي بغير ما أتعامل به مع الآخرين فأنا لطيف في الخارج إلى حد معين أما في البيت فتراني مزمجرا متوعدا

قد يكون السبب أن زوجتي لا تقوم بحقي الزوجي كما ينبغي ربما بسبب أعباء المنزل والأولاد لكن ذلك يؤرقني ويجعلني متوترا

تعاملي مع الزملاء في العمل البشاشة والضحك وهو ما هو مفقود مني تقريبا في المنزل أريد أن أغير من تصرفاتي مع الأهل وأكون بشوشا هينا لينا لكني كلما وعدت نفسي لا أستطيع

فبالإضافة إلى ماذكرت أجد أن ضغوط الحياة تتزايد خصوصا أنني تركت الدراسة الجامعية لسبب ما بعد أن كنت أدرس الطب

زملائي الآن رواتبهم تزيد عن راتبي بعشرة أضعاف وأولادهم في أحسن المدارس ويملكون البيوت ومشاريعهم الخاصة.

وهذا فضل الله عليهم ولا اعتراض لكنني أود أن أفعل شيئا يعوضني عن النقص الذي حصل بسبب تركي الجامعة

أنا في معاناة نفسية وأخشى أن يؤثر ذلك- وقد أثر- على علاقتي بعائلتي شكرا لكم وجزاكم الله خير

بسم الله الرحمن الرحيم.

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يسعدنا بداية أن نرحب بك في موقع المستشار، سائلين الله تعالى أن يسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

كما أود أن أحيي ما لمسته فيك من رغبة صادقة في إيجاد علاقة يسودها الود والتفاهم وحسن المعاشرة مع أهل بيتك.

وكذلك طموحك الواضح في السعي لتحسين وضعك بشكل عام والبحث عن فرص لذلك، مع اتسامك بالرضا والقناعة، وهي جميعًا سمات إيجابية تحسب لك، وتنم عن اتزان عقلاني، فأتمنى عليك تعزيزها والحفاظ عليها، واستثمارها في مواجهة مشكلاتك.

أخي الكريم:

لاشك أن التقصير الذي تشعر به من قبل زوجتك، يشكل سببًا مهمًا في انفعالاتك المنزلية.

بالإضافة إلى ماذكرته من تزايد صعوبات الحياة. ومن الطبيعي أن يصرف الإنسان انفعالاته مع القريبين منه، فيصعب أن يقوم بذلك مع من يلتزم معهم بعلاقات رسمية، وغير طويلة.

كما يلعب الشعور بالاطمئنان بعدم خسارته أفراد أسرته إذا ما صرّف فيهم تلك الانفعالات، دافعًا رئيسيًا آخر للتعبير عن غضبه بتلقائية. وهي جميعًا عوامل تدفع بالإنسان إلى إسقاط غضبه على المقربين من أفراد أسرته.

ولذلك فإن استمرارك بالمحاولة في التخفيف من تلك الانفعالات هو لابد منه. ومن الطبيعي أنك لن تنجح في العديد من تلك المحاولات، ولا بأس في ذلك، لكن عليك بالمسارعة في مكافأة نفسك بما ترغب فيه حال نجاحك في أي موقف تكبت غضبك فيه.

لتعزيز رد فعلك هذا في نفسك، واحذر أن تجلدها عن أي انفلات لغضبك، ولكن اعزم على عدم تكراره في المواقف اللاحقة، واستزد من التفكير والتأمل بهدوء فيما تحب أن يكون رد فعلك في مثل هذه المواقف، وكرر تخيل نفسك وكأنك تقوم بهذا الرد، حتى يتم تبنيه في نفسك ويكون جزءًا من مكونك الشخصي.

كما أتمنى عليك ان تعمد إلى إجراء حوار هادئ يتسم بالتفهم مع زوجتك، لتعرض عليها مسببات غضبك من سلوك أو تقصير تقوم به، وتبين لها كم هي مهمة في حياتك لدرجة أن ذلك التقصير يدفعك لسلوك لا ترغب أنت فيه، على أن يتم اختيار وقت ومكان الحوار بحكمة.

كما أنصحك بإدخال بعض التغييرات الإيجابية في حياتك الزوجية، من خلال مرافقة زوجتك في رحلة ما، أو نزهات وما نحو ذلك، بما لايثقل وضعك الاقتصادي، فإن ذلك له دور مهم في بناء الذكريات والانطباعات الإيجابية لكل من الزوج والزوجة، إذا ما تحققت بنجاح.

أما عن رغبتك في تعويض ما فاتك، فأنصحك بالالتحاق في الدراسة المسائية الجامعية، أو التعليم الجامعي المفتوح، الذي يمكنك مواصلته مع احتفاظك بممارسة عملك.

ويمكنك اختيار التخصص الذي تجد في نفسك ميلًا وقدرة على دراسته، فإن ذلك سيساعدك كثيرًا في تحقيق الرضا الذاتي، بالإضافة إلى امتيازاته الأخرى.

وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلح شأنك كله، ويفتح لك أبواب الخير، وينفع بك، وسنسعد بسماع طيب أخبارك مجددًا.

الكاتب: أ. شروق جواد الجبوري

المصدر: موقع المستشار